غاز الرادون: مصادره, استخداماته - مخاطره الإشعاعية - والحماية منهإن تعرض الإنسان للإشعاع الذري الطبيعي منه والمصنع بمختلف مستوياته أمر غير مرغوب فيه، لما للجرعات المرتفعة من تأثيرات ضارة . و حديثاً اهتم العلماء بدراسة التعرض للجرعات المنخفضة من الإشعاع الذري الصادر من النظائر الطبيعية المشعة كاليورانيوم، من مثل غاز الرادون الذي يشكل نصف معدل الجرعة الإشعاعية المؤثرة من الإشعاع الطبيعي لعموم البشر تقريباً. ويتفاوت تركيزه في المساكن تفاوتاً كبيراً، حيث يدخلها بشكل رئيس من الأرض عن طريق الفراغات الموجودة في هيكل المبنى، كما يدخلها بدرجة أقل من خلال مواد البناء. وبالرغم من اكتشاف غاز الرادون في بداية القرن الماضي، فإن علاقته بإصابة عمال المناجم بمرض سرطان الرئة لم تحدد إلا في نهاية الستينات من القرن العشرين، فقد ثبت أن الرادون هو أحد مصادر الإصابة بهذا المرض، خاصة في حال التعرض الطويل للتركيزات المرتفعة منــه. و كثير من المساكن والمباني في العالم تحوي تركيزات مرتفعة من هذا الغاز دون علم ساكنيها بذلك. وهناك جهود حثيثة تبذل لتحديد تلك المساكن والمباني ووضع الحلول الناجعة لمعالجة المشكلة. وقد عمدت الوكالات الدولية والوطنية المعنية بحماية البيئة في البلدان المختلفة إلى إرشاد مواطنيها بخطورة هذا الغاز وطرق الوقاية منه، ووضع حدود لتركيزه. و يأتي هذا الكتاب ليكون في متناول الجميع؛ فيعطي المتخصص وغير المتخصص فكرة متكاملة حول غاز الرادون، بإيضاح طبيعته ومصادره، ومدى تأثيره ومقدار ما يشكله من خطورة صحية، وطرق معالجته، ويعريف أيضاً بالاستخدامات المفيدة لهذا الغاز المشع.
العبيكان للنشر |